الجمعة، 9 مارس 2012

دراسة تحليلية لأراء المعلمين وأولياء الأمور حول العقاب في المدارس الابتدائية


 




دراسة تحليلية لآراء المعلمين وأولياء الأمور
حول العقاب في المدارس الابتدائية
للبنين بالقصيم











إعداد
د/ مجدي محمد يونس
كلية التربية – جامعة المنوفية ، كلية التربية للبنات بالقصيم

المقدمة :
تعد قضية استخدام العقاب في التربية من أهم القضايا التي تثار حولها المناقشات وتختلف فيها آراء فلاسفة المدارس والمذاهب التربوية المختلفة ، كما أنها تعد أيضاً من القضايا التي تشغل بال المعلمين وأولياء الأمور ، حيث تتباين الآراء حول مدى صلاحية العقاب لتوفير النظام المدرسي وتقويم سلوكيات الطلاب ، كما تتفاوت الآراء حول الموافقة على استخدام العقاب من عدمه وحول الأساليب التي يجب أن تتبع عند ممارسة العقاب ولعل هذا ما دفع البعض إلى القول بأن قضية العقاب تعد من أهم القضايا التي تدور حولها في الوقت الحالي كثير من النقاش سواء في أورقة المدارس أو من خلال وسائل الإعلام فضلاً عن شغلها لجزء كبير من اهتمامات أساتذة التربية ودارسيها في الجامعات(1).
وعن الخلافات وتفاوت الآراء حول مسألة العقاب يشير السدحان 1411هـ إلى أنه من المحتمل ألا يوجد في أي موضوع تربوي خلاف ملحوظ في الرأي كتلك الخلافات الناشئة عن موضوع العقاب(2) ، كما يشير الرشيد والغاني 1401هـ إلى أن نتائج البحث التربوي لم تتسق فيما يتعلق بالثواب والعقاب داخل الفصل ونتائجه على الطلبة من حيث تحصيلهم وإنجازهم. (3)
وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للعقاب المدرسي بشكل عام فإن الأمر يصبح أكثر إشكالاً بالنسبة للعقاب في المدرسة الإبتدائية ، فالعقاب في المرحلة الابتدائية مشكلة متكررة بشكل يومي كما أنها تعد المرحلة الأكثر تعرضاً لاستخدام العقاب المدرسي(4) ، وهناك الكثير من الذي يؤيدون استخدام العقاب كوسيلة للمحافظة على النظام المدرسي وتعديل سلوك التلاميذ في المدرسة الابتدائية حيث أشارت دراسة الدهش 1996م إلى أن 89.7٪ من أفراد عينة دراسته يوافقون على استخدام العقاب بشكل عام في المرحلة الابتدائية (5).
كما أشارت دراسة طنطاوي 1991م إلى أن مشكلة العقاب من المشكلات الخطيرة التي تعاني منها المدرسة الابتدائية وأن العقاب طريقة تقليدية ومتبعة في الغالبية العظمى من المدارس الابتدائية(6).
وإنطلاقاً مما سبق وجد الباحث ضروة دراسة موضوع العقاب بالمدارس الابتدائية للبنين بالمملكة العربية السعودية للتعرف على آراء المعلمين وأولياء الأمور حول هذه القضية بغية الوصول إلى نتائج علمية – حول العقاب – تسهم في مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية للتلاميذ ، ونحافظ في نفس الوقت على الانضباط المدرسي لتحقيق الأهداف المنشودة للتربية .
الاحساس بمشكلة البحث :
إنطلاقاً من كون العقاب أسلوب واقعي في حياتنا وأن كثيراً من الآباء والمعلمين يلجأون إلى استخدام العقاب في أوضاع تعليمية مواقف سلوكية مختلفة ، ونظراً لأهمية تأثير استخدام العقاب المدرسي في تكوين شخصيات تلاميذ المدرسة الابتدائية وفي سلوكهم لاحظ الباحث إلحاح هذه القضية وحاجتها إلى دراسة علمية .
ولقد زاد من إحساس الباحث بهذه المشكلة أننا كثيراً ما نحد بعض المدرسين يعاقب تلاميذه بهدف دفعهم إلى طريق العلم والتعلم في حين نجد بعضاً منهم يسرف في استخدام الثواب الذي يصل إلى حد التدليل ويرى هؤلاء أن الشدة والقسوة تحط من قدر التلميذ وتجعله خضوعاً خنوعاً ومن ثم فلا داعي لاستعمالها ، وقد تزداد الحيرة عندما نجد أن هناك بعض أولياء أمور للتلاميذ يحضرون إلى المدرسة ثائرين غاضبين ويطلبون من المعلمين أن يستعملوا القسوة مع أبنائهم حتى تستقيم أمورهم ويؤدون واجباتهم المفروضة عليهم إزاء المدرسة والمعلم في حين تتملكنا الحيرة من موقف ولي الأمر الذي يذهب إلى المدرسة غاضباً ثائراً ومعلناً احتجاجه وبغضه بل وسخطه أحياناً لأن طفله عوقب من جانب أحد المعلمين ويرفض ذلك بحجة أن هذا العقاب إمتهان وقسوة بالغة على إبنه وقد يزداد الأمر غرابة عندما نجد أن المسئولين عن التعليم أنفسهم من معلمين ومديرين ومشرفين وقادة تربويين بينهم الاختلاف نفسه فمنهم من يرى أن المدرسة التي لا تتصف بالحدة والصرامة في جوها العام مدرسة غير جادة وتسهم في إفساد تلاميذها وتسئ إليهم أكثر مما تحسن ومنهم من يرى أن استخدام العقاب والشدة في المدارس هو الذي يبذر بذور العناد والتمرد وينشئ الخوف والتردد وضعف الثقة بالنفس لدى التلاميذ .
ونظراً لهذا الاختلاف في وجهات النظر وموقف كل طرف تجاه استخدام العقاب وجدواه وأثره في استقامة التلاميذ والتزامهم بالنظام المدرسي والواجبات المدرسية وجد الباحث نفسه مدعواً لدراسة مشكلة العقاب بالمدرسة الابتدائية .
تحديد المشكلة :
تتحدد مشكلة البحث في تساؤل رئيسي مؤداة ، ما واقع استخدام العقاب في المدارس الابتدائية للبنين بمنطقة القصيم؟ ويتفرع عن هذا التساؤل الأسئلة الفرعية التالية :
1- ما أسباب العقاب المستخدمة في المدارس الابتدائية للبنين بمنطقة القصيم من وجهة نظر المعلمين وأولياء الأمور ؟
2-   هل تختلف آراء المعلمين عن آراء أولياء الأمور حول استخدام العقاب في المدارس الابتدائية للبنين .
3-    هل تختلف أراء المعلمين حول استخدام العقاب تبعاً لمتغيرات سنوات الخبرة التدريسية والمؤهل ؟


فروض البحث :
نظراً لندرة الدراسات التي تناولت العقاب في المدارس الابتدائية بالمملكة العربية السعودية ، وإنطلاقاً من أن الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع سواء العربية منها أم الأجنبية لم تتفق فيما بينها على نتائج محددة فقد صاغ الباحث لهذه الدراسة الفروض الصفرية التالية :
1- لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين وأولياء الأمور حول أساليب العقاب المستخدمة في المدارس الابتدائية للبنين .
2- لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين وأولياء الأمور حول استخدام العقاب في المدارس الابتدائية للبنين .
3- لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين حول استخدام العقاب تبعاً لمتغير سنوات العمل بالتدريس .
4- لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء معلمي التعليم الابتدائي حول استخدام العقاب تبعاً للمؤهل ( تربوي ، وغير تربوي ، جامعي وغير جامعي ) .

أهداف البحث :
1-   الوقوف على واقع استخدام العقاب في المدارس الابتدائية للبنين .
2-   الكشف عن أساليب العقاب المستخدمة في المدارس الابتدائية .
3- التعرف على ما إذا كان المعلمون وأولياء الأمور يؤلفون جماعة واحدة فيما يتعلق باستخدام العقاب أم يمثلون جماعتين مما يقلل من فرص التفاعل والإتصال بين البيت والمدرسة .
أهمية البحث :
1- تأتي أهمية هذا البحث من أهمية القضية التي يعالجها ، فقضية العقاب من القضايا الحيوية التي شغلت بال المفكرين التربويين على مر العصور كما أنها تشغل بال الكثير من القائمين على العملية التعليمية وأولياء الأمور ، وتدل الشواهد على أنه حتى وقتنا الحالي ما زالت قضية العقاب محل خلاف بين المفكرين والمنظرين والقائمين على عملية التعليم .
2- كما ترجع أهمية هذا البحث أيضاً إلى أن مشكلة العقاب في المدرسة الابتدائية تكاد تكون مشكلة متكررة بشكل يومي ، ومن ثم فإن العاملين في مؤسسات التعليم الابتدائي في حاجة إلى رأي علمي يضع في اعتباره الجوانب النفسية للتلاميذ ويحافظ في نفس الوقت على النظام المدرسي وآداب السلوك التي يجب أن يلتزم بها التلاميذ .
3- قد يسهم هذا البحث من خلال ما يقدمه من مادة علمية وقاعدة بيانات في مساعدة المسئولين عن اتخاذ القرارات في الجهات التعليمية في رسم سياسة تنظيمية للعقاب في المرحلة الابتدائية .
منهج البحث وأدواته :
اعتمد الباحث في هذا البحث على منهج البحث الوصفي التحليلي باعتباره أنسب المناهج لطبيعة هذه الدراسة وأهدافها ، حيث يهتم المنهج الوصفي التحليلي بوصف الظاهرة وصفاً دقيقاً وتحليلها لمعرفة أسبابها والنتائج المترتبة عليها تمهيداً لتقديم تفسير عن هذه الظاهرة وكيفية التصدي لها والتعامل معها ، أما أداة البحث فقد تمثلت في إستبانة  من إعداد الباحث من خلال الرجوع إلى الإطار النظري للدراسة والتعليمات الرسمية المنظمة للعقاب في المدارس الإبتدائية للبين بالمملكة العربية السعودية بالإضافة إلى الرجوع لبعض الدراسات السابقة .
وقد تألفت الاستبانة في شكلها النهائي من محورين ، المحور الأول يشتمل بعض البيانات الأولية عن المستجيب ، أما المحور الثاني فقد تضمن بعدين أساسيين :
البعد الأول : يتعلق بأساليب العقاب المتبعة في المدارس الابتدائية وقد تألف هذا البعد من (24) عبارة خصص منها (8) عبارات لأساليب العقاب البدني ، و (8) عبارات لأساليب العقاب الإداري ، و (8) عبارات لأساليب العقاب النفسي ، أما البعد الثاني : فقد تألف من (10) عبارات تكشف عن آراء المعلمين وأولياء الأمور حول استخدام العقاب في المدارس الابتدائية ، وقد تم عرض الاستبانة على عد من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية للتعرف على آرائهم في مدى شمولية الاستبانة ومدى وضوح العبارات وقدرتها على تحقيق الغرض الذي أعدت من أجله كما تم إخضاع الاستبانة للصدق عن طريق حساب الاتساق الداخلي لعبارات الاستبانة باستخدام معامل ارتباط بيرسون والذي جاءت نتائجه دالة عند مستوى 0.01 من الثقة ، كما تم التأكد من ثبات الأداة عن طريق إعادة التطبيق وباستخدام معامل ارتباط بيرسون أيضاً كانت قيمة معامل الارتباط 0.87 ، وهو معامل ثبات مرتفع ودال إحصائيا عند مستوى 0.001 ، وبذلك أطمئن الباحث إلى صلاحي الاستبانة في شكلها النهائي للتطبيق الميداني .
حدوث البحث :
اقتصرت حدود البحث الموضوعية على دراسة العقاب من حيث الأسباب والأساليب والاستخدام بالمدارس الابتدائية ، أما الحدود المكانية فقد كانت المدارس الابتدائية للبين بمدينة بريدة بمنطقة القصيم وكانت الحدود الزمانية للبحث تقع من النصف الأول من العام الدراسي 1420/1421هـ .

عينة البحث :
اعتمد الباحث على الطريقة العشوائية لاختيار عينة البحث من بين معلمي المدارس الابتدائية بمدينة بريدة ، وقد وصل عد فراد العينة إلى 235 معلماً بواقع 10٪ من المجتمع الأصلي للمعلمين الذين استمدت منهم عينة البحث ، وبنفس الطريقة العشوائية اختار الباحث 386 فرداً من أولياء أمور التلاميذ المسجلين بمدارس مدينة بريدة ، وقد تم توزيع الاستبانة عليهم بعد الحصول على موافقة مدير عام التعليم بمنطقة القصيم ، وكان العائد من الاستبانات بالنسبة للمعلمين 210 استبانة وبعد اتبعاد الاتبانات غير المكتملة الاستجابات وصل عدد الاتبانات إلى 2.2 استبانة ، أما العائد من اتبانات أولياء أمور التلاميذ فقد وصل إلى 340 اتبانة استبعد الباحث منها الاتبانات الناقصة الاستجابات فبلغ عدد الاستبانات الفعلية 326 استبانة .
أساليب المعالجة الإحصائية :
1-   للتأكد من صدق الأداة وثباتها إستخدم الباحث معاملات الارتباط .
2- لمعرفة أساليب العقاب المستخدمة اعتمد الباحث على التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية .
3- للوقوف على الفروق في آراء وأفراد العينة على استخدام العقاب وأساليبه استخدم الباحث تحليل التباين أحادي الاتجاه.
4- للتعرف على الفروق في آراء المعلمين حول استخدام العقاب تبعاً لمتغير الخبرة ونوع المؤهل اعتمد الباحث أسلوب تحليل التباين ، واختبار شيفيه .
مصطلحات البحث :
1 – العقاب :
تكاد تتفق معاجم اللغة على معان متقاربة للعقاب ففي مختار الصحاح : عاقبة كل شيء أي آخره ، وتعقبت الرجل أي أخذته بذنب كان منه ، واعتقبت الرجل : أي حبسته(7) .
وفي لسان العرب : العقاب والمعاقبة : أن تجزي الرجل بما فعل(8) ، أما العقاب بمعناه الاصطلاحي فقد عرفه (جابر 1976) بأنه مثير منفر يستخدم عقب حدوث السلوك غير المرغوب ، وكثيراً ما يستخدم في المواقف التي يصبح من الضروري إنهاء الاستجابة على شكل سريع (9)، أما الدهش 1996 فقد عرفت العقاب بأنه كل جزاء توقعه المدرسة على الطالب بسبب تقصيره في آداء الواجب أو ارتكابه مخالفة(10) ، كما عرف الحارثي 1991 العقاب بأنه الحادث أو المثير الذي يؤدي إلى إضعاف أو كف بعض الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها(11) ، وهناك من يرى أن العقاب أسلوب يتبعه المعلم أو إدارة المدرسة لضبط سلوك التلاميذ حينما يعتبر هذا السلوك غير ملائم وغير مقبول أو معطلاً لعملية التدريس والتعلم وعادة ما تسفر هذه الطريقة عن إحداث الألم والدر لدى من يتعرضون له (12) أما نشراني 1984 فقد عرف العقاب بأنه المثير الذي يؤدي إلى كف الاستجابة على نحو يشبه التعزيز أيضاً وهو ينقسم إلى عقاب إيجابي يحدث لدى تطبيق مثيرات متغيره على بعض الاستجابات وعقاب سلبي يحدث لدى حذف أو إزالة بعض المثيرات الغير مرغوب فيها من السياق والتي تعمل كمعززات إيجابية (13).
أما البحث الحالي فيعرف العقاب بأنه الجزاء الذي توقعه المدرسة على التلميذ غير الملتزم بالسلوك المدرسي أو المهمل لواجباته ، وهو وسيلة من وسائل الضبط المدرسي وحفظ النظام ، وقد يكون هذا العقاب بدنياً كالضرب ، أو نفسياً كالتأنيب والتوبيخ أو إدارياً كالفصل المؤقت أو النهائي من المدرسة .
الإطار النظري للبحث :
تتباين المجتمعت في تكوينها العام وفلسفتها وأيدبولوجياتها إلا أنها بالرغم من ذلك تتفق في أن لكل منها نظاماً إجتماعياً يحترمه أفرادها ويسعون للتكيف معه ويلتزمون به ، وأصبح لزاماً على كل مجتمع أن يفكر في وسيلة ما تمكنه من الحفاظ علىكيانه وترد المخالفين وتردع العابثين بقواعده ، ومن هنا نشأت فكرة العقاب كوسيلة يلجأ إليها المجتمع للمحافظ على كيانه واستمرارية وجوده ، ثم انتقلت فكرته إلى المؤسسات التربوية (14)، ولما كانت المدرسة مؤسسة تربوية عهد إليها المجتمع بتربية أبنائه أصبح لزاماً عليها الأخذ بمبدأ العقاب المدرسي أسوة بالمجتمع ، وذلك للحفاظ على الكيان المدرسي ، وبذلك انتقل العقاب إلى المدرسة وأصبح العقاب المدرسي مبدأ متعارف عليه تمارسه المدرسة كحق من حقوقها المكتسبة عبر التاريخ (15).
وإذا كانت فكرة التربية كنظام قد انحدرت إلينا من العصور القديمة فإن هذه الفكرة قد حملت معها أيضاً الآباء من واجبهم تغيير وتعديل سلوك الطفل وجعله على النحو الذي يريدونه ويصوغونه وفق نموذج معين كونوه في أذهانهم (16) وقد أقرت المؤسسات التربوية هذه المعاملة السيئة للأطفال بسبب اعتقاد مؤداه أن العقاب القاسي ضروري للحفاظ على النظام المدرسي ونقل الأفكار التربوية(17) .
وهكذا فإن فكرة العقاب بالمدارس نشأت في المجتمعات القديمة كوسيلة من وسائل تعديل السلوك وتحسين آداء التلاميذ في العملية التعليمية ، ولعل مجتمع مصر القديمة كان من أشهر المجتمعات التي استخدمت العقاب مع التلاميذ ، فكان الضرب يستخدم كعقاب على الإهمال  وكوسيلة لحفظ النظام (18)، وكان التلميذ يلام أشد اللوم إذا أهمل أو قصر ويلام إذا انصرف بذهنه عن الإصغاء للمعلم أثناء الدرس ، ويعاقب عقاباً صارماً بالضرب بالعصا والسياط إذا ما ارتكب مخالفة أو أهمل في آداء الواجبات (19)، كذلك انتشر العقاب في الحضارات الغربية القديمة كأسلوب من أساليب التربية ففي المجتمع الإسبرطي القديم كان الضرب يستخدم لعقوبة الأطفال الذين يأتون بتصرفات لا تتفق مع الأساليب السائدة في التربية(20) وكذلك لم يلتزم التلاميذ في المجتمع الروماني القديم بالقيم الخلقية إلا خوفاً من العقاب (21) وكان المعلمون يعاملون التلاميذ بقسوة ووحشية صارت تضرب بها الأمثال وكان جلدهم من الأمر الشائعة (22).
وفي العصور الوسطى كانت التربية المسيحية تستخدم العقاب البدني لغرض حفظ النظام المدرسي من منطلق أن لكل إنسان في الحياة حدود لا يتعداها ، حتى الطفل يجب أن يبقى في مكانه ولو بالرغم عنه والوسيلة لذلك هي الإرهاب والعقاب(23) ، ولعل هذا الأمر في التربية المسيحية يرجع  إلى تأثر النظم التعليمية إلى حد كبير بتعاليم الكنيسة التي سيطرت على المؤسسات التعليمية في المجتمعات الغربية طوال فترة القرون الوسطى (24)، وقد انتقلت قسوة النظام التعليمي الأوربي إلى المدارس الأمريكية ففي القرن السابع عشر الميلادي كان المعلمون يضربون التلاميذ وكان المديرون والمعلمون يتفاخرون بالإفراط في استخدام العقاب المدرسي وأصبح الضرب بالسوط إحدى الوسائل التعليمية في المدارس الأمريكية (25).
وإذا ما إنتقلنا إلى الإسلام نجد أن الإسلام قد أقر مبدأ العقوبة واعتبرها من الأساليب الفعالة في التربية بجميع مستوياتها حين تستعصي النفس البشرية عن الإستقامة بالسبل الإرشادية والعلاجية الأخرى ، فلقد أقر القرآن الكريم حق الزوج في تأديب زوجته عند النشوز ، كما في قوله تعالى " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً "(26) ، وفي هذه الآية أجاز الله سبحانه وتعالى تأديب الزوجه ومعاقبتها بالضرب بعد وعظها وهجرها ، وفي ذلك إشارة إلى استخدام العقاب كأسلوب للتأديب وتعديل السلوك .
كذلك حفلت السنة النبوية بالكثير من التوجيهات القولية والفعلية في مجال العقاب والتأديب فقد جاء في الحديث الشريف " مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر "(27) وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا ضرب أحدكم أخاه فليتق الوجه " (28)، وفي هذا الحديث أقر الرسول الكريم الضرب ولم يمنعه بل وجهه الوجهة الصحيحة ، كذلك جاء في صحيح الجامع الصغير قول الرسول صلى الله عليه وسلم  " لا يجلد فوق عشرة إلا في حد من حدود الله " (29). ويقول الرسول أيضاً " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم "(30) .
وعندما ترجع إلى الفكر التربوي الإسلامي نجد أن المفكرين والتربويين المسلمين قد أقروا استخدام العقوبة في التربية فقد أجاز الفقهاء والفلاسفة عقوبة الصبيان في الكتائب وبينوا حدودها وفصلوا مراتبها ، ولكنهم عندما أقروا العقاب في التربية كانوا ينظرون إليه على أنه وسيلة للإرشاد والإصلاح وليس للزجر والإنتقام ونادوا باستخدام الضرب حين يستنفذ المعلم وسائل التأديب الأخرى ، فهذا ( محمد بن سحنون ) أول من ألف في مجال التربية الإسلامية يجيز للمعلم أن يضرب الصبيان إذا أساءوا المعاملة أو قصروا في التعليم ولكنه اشترط لذلك ألا يتجاوز الضرب عشر ضربات لأنه لا يجاوز ذلك إلا في حد من حدود الله وأن يكون الضرب بآداة لا تؤذي ولا تجرح (31).
كذلك باح القابسي العقاب للصبيان ولكنه كان يرى التدني في العقوبة من العبوس إلى الضرب على أن تتناسب العقوبة مع الجرم حتى يكون لها مردود تأديبي ، وينبه المعلم إلى عدم عقاب الطفل في حالة الغضب حتى تأتي العقوبة بمصلحة الطالب ولا تكون من باب التشفى (32)، كذلك أشار (ابن سينا) إلى ضرورة استخدام العقاب في تربية الأطفال فنراه يقول :
" لكي نغتنم الصبي ينبغي أن نجنبه مقابح الأخلاق وينكب عنه معايب الادات بالترهيب والترغيب والإبناس والإيحاش وبالحمد مره وبالتوبيخ أخرى فإن احتاج إلى الاستعانة باليد فلا يحجم عنه وليكن أول الضرب قليلاً موجعاً فإن الضربة الأولى إذا كانت موجعة ساء ظن الصبي بما بعدها واشتد خوفه منها ، وإذا كانت الأولى خفيفة غير مؤلمة حسن ظن الطفل بالباقي فلم يحفل به "(33)

أما ( الإمام النووي ) فكان يرى أن المكافأة تثبت التعلم وتجعل أهداف التعليم قريبة التحقق بالإضافة إلى أنه كان أقل دعوة في استخدام العقاب في ضبط السلوك ، ويرى أنه إا استخدم المعلم العقاب فعليه أخذ الحيطة والحذر بحيث يكون العقاب خفيفاً دون إهانة التلميذ (34).
أما ( ابن حجر الهيثمي ) فقد أجاز تعزيز التلميذ ، وضربه أيضاً ، حيث أشار إلى جواز تأديب الطفل لغرض التعليم واشترط لذلك أن يكون الضرب على قدر الذنب(35) وقد حذر ( الهيشمي ) من الضرب المبرح وهو الذي يخشى منه تلف النفس أو تلف عضو من أعضاء الجسم ، وأقر بعدم جواز الضرب المدمي وحذر من الضرب على الوجه والمقاتل وأكد على ضرورة أن يكون بين الضربتين زمن يخف فيه الألم (36).
هذا عن نظرة الإسلام للعقاب ، ولعله يتضح من هذه النظرة أن العقاب مبدأ إسلامي أقره الإسلام لغرض حفظ النظام العام بما في ذلك حقوق الأفرد " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"(37) ومجازاة المخطئ بخطأه " وكتبنا عليهم فيها أن العين بالعين ، والسن بالسن ، والجروح قصاص "(38) هذا بالإضافة إلى غرض التربية والإصلاح والتهذيب كضرب الزوجة بعد وعظها وهجرها ، وضرب الأبن على ترك الصلاة إذا بلغ عشر سنين .
أما إذا ما انتقلنا إلى العصر الحديث لوجدنا بعض الآراء الغربية والشرقية التي هاجمت العقاب كأسلوب لحفظ النظام وتعديل السلوك ، فقد نادى (هربارت سبنسر 1820-1903) بتجنب العقاب (الصنعى ) كما أسماه واعتبره عقاباً جارحاً وغير ملائم ونادى بالعقوبات الطبيعية التي يتعرض لها الطفل نتيجة خطأه فالطفل الذي يلعب بالإبرة يوخذ يده والطفل الذي يلعب بالنار ستحرق يده وهكذا تكون هذه هي العقوبات الطبيعية وبذلك رفض ( سبنسر ) العقوبة في التربية واقترح ماهو أقسى منها مما لا يتناسب حقيقة مع الأخطاء التي قد يرتكبها الأطفال (39).
أما ( روسو ) فقد نادى بأن يتعود الطفل السلوك دون سلطة خارجية تصده عن الخطأ ومعنى وجود هذه السلطة أن الطفل يعمل خوفاً من العقاب ولا يفكر في إرضاء ضميره وإنما يسلك ما يسلك لإرضاء غيره(40) ويضاف إلى ما سبق ما ذكرته ( ماريا منتسورى ) من معارضتها الكلية لأهمية مبدأى الثواب والعقاب حيث أنها تلغيهما تماماً من مدارسها وترى أن من الأخطاء الشائعة في التعليم الثناء على الطفل عند القيام بعمل معين أو معاقبته عندما يخطئ في عمله أو حتى مجرد تصحيح أخطائه لأن ذلك يتعارض مع مبدأ الحرية التي تؤمن به في التعليم (41).
وإذا ما تعرضنا لآراء ( براترند رسل ) لوجدناه ممن يعارضون استخدام العقوبة البدنية في التربية بشكل عام إذ برى عدم نفعها وجدواها ، فالخفيف منها في نظره يضر قليلاً ولا ينفع ، وأما الشديد منها فيولد القسوة والوحشية إضافة إلى تعود الأولاد عليها فيعتبرونها من الأمور الطبيعية والأساليب المعترف بها لغرض السلطة(42) .
ولعل ما نادى به هؤلاء المفكرين الغربيين في العصر الحديث يختلف عما نادى به المربين الغربيين في العصور الوسطى حيث كانوا يرون أن الطفل يلعب ليشب وهو يلعب ولا سبيل لإصلاحه إلا بالعصا وإرهاب السوط ، كما أن الوالد كان يحب ولده ويتمنى له الخير ولكنه مع ذلك كان يقسو عليه في المعاملة قسوة تزيد على ما يعامل به أشد المجرمين بطشاً في هذه الأيام (43).
ولكن مع انتشار هذه الأفكار الغربية الحديثة عن العقاب ومع انتشار أفكار _ جون ديرى ) التربوية في القرن العشرين والتي نادى فيها بحرية الطفل وبناء خبرات المنهج الدراسي وفق ميوله واستعداداته ومن أجل إشباع رغباته وتحقيق سعادته ، أخذت المؤسسات التربوية الغربية في تنفيذ هذه الأفكار ، وتراخت المؤسسات التربوية في ممارسة العقاب المدرسي وصدرت التشريعات المختلفة التي تحرم استخدام العقاب البدني في المدارس(44) وقد انتقلت هذه الأفكار إلى الكثير من بلدان العالم مما دعا الكثير من الوزارات المسئولة عن التربية والتعليم والمعارف إلى منع استخدام العقاب في المدارس سواء كان ذلك بغرض حث التلاميذ على التعليم أو لكفهم عن ممارسة أنماط سلوكية غير مرغوب فيها (45).
ففي مصر وفي عام 1953م صدر القانون رقم 210 بشأن تنظيم التعليم الابتدائي ، والقانون رقم 211 بشأن التعليم الثانوي وقد نصت المادة (21) من القانون رقم 210 والمدة رقم (48) من القانون رقم 211 على منع توقيع العقوبات البدنية على التلاميذ والطلاب ثم بعد ذلك صدر القرار الوزاري رقم 2434 بتاريخ 18/11/1954 والذي ينص على ( منع استخدام العقوبات البدنية ومنع توقيع عقوبات غير بدنية من شأنها أن تضر بصحة التلميذ الجسمية والنفسية ) .
أما في المملكة العربية السعودية فقد صدر القرار الوزاري رقم 30/7/4/3246/21 بتاريخ التاسع من شوال لعام 1384هـ والخاص بالنظام الداخلي للتعليم الابتدائي ولقد جاء في المادة الخامسة من هذا القرار ( عقاب التلميذ البدني ممنوع ولو يرضا ولي الأمر كما لا يجوز توبيخ التلميذ على مسمع من إخوانه حيث لا يتمشى ذلك مع أصول التربية الحديثة) (46). وفي 25/3/1400هـ صدر التعميم الوزاري رقم 116/خ والذي يؤكد على (محاسبة من يصر من المعلمين على اتخاذ العقاب البدني وسيلة في التعامل مع التلاميذ ) (47) ثم في 25/5/1412هـ صدر التعميم الوزاري رقم 346/31 والذي ينص على ( منح استخدام الضرب أو حمل العصا في المدارس ، ومساءلة كل معلم يلجأ إلى هذا التصرف. (48) ويلحظ من هذه التعميمات أنها اتخذت أسلوب التهديد والوعيد للمعلم ولم تشر مطلقاً إلى حماية المعلم أو حفظ حقوقه أمام تزايد اعتداءات الطلاب وأولياء أمورهم أو تطاولهم على المعلم الذي يمثل المؤسسة التربوية بأكملها(49).
وقد ترتب على ذلك إزدياد مشكلات التلاميذ وانتشرت مظاهر العدوان سواء على المعلمين أو على ممتلكاتهم أو على ممتلكات المدرسة وأصبح كثير من المعلمين عاجزين على ضبط النظام في الصف ، وقد ترتب على ذلك كله تدهور في مستوى التعليم وانخفاض في إنتاجيته(50).
ولكن على الرغم من ذلك ومع أن كثيراً من الدول اتجهت منذ النصف الثاني من القرن العشرين إلى إلغاء ممارسة العقوبات المدرسية وصدرت العديد من التشريعات التي تؤكد ذلك إلا أنه مازالت ممارسات العقاب تستخدم في المدارس ،وأصبحت هناك فجوة بين تشريعات العقاب وتتطبيقاته ، وما زال كثير من المعلمين يعتقدون في أهمية العقاب المدرسي باعتباره عاملاً لابد منه لنجاح عملية التعليم داخل المدارس وما زال هؤلاء المعلمون يرون أن تحريم العقاب بالمدارس أضر بالعملية التعليمية أكثر مما افادها(51).
وفي دراسة مسحية شاملة أجريت على مدارس ولاية بنسلفانيا في عام 1975م أقرت 269 مدرسة بواقع 92٪ من مدارس الولاية استخدام العقوبات المدرسية مقابل 16 مدرسة فقط بواقع 5.6٪ منعت استخدام العقاب المدرسي(52) ولذلك عادت الأصوات ترتفع من جديد تنادي بضرورة العودة إلى العقاب المدرسي ، والغريب أن هذه الأصوات إنطلقت من البلدان التي تأدت في أول الأمر بإلغاء العقوبات المدرسية ، حيث يذكر ( أحمد جمال 1980) أن عدداً من رجال التربية في الغرب قد أصبحوا ينادون اليوم بسياسة العصا إذا لزم الأمر (53)، ويضيف ( الشنتوت 1989) أن ( دوشتي) وهو عالم أمراض نفسية يرى أن الامتناع عن معاقبة الطفل مهما فعل أسلوب خاطئ في التربية ولابد من العقاب البدني أحياناً بشرط أن يتم ذلك باتزان واعتدال،(54) يضاف إلى ذلك أيضاً أنه في عام 1977 أصدرت المحكمة العليا بالولايات المتحدة الأمريكية قرارها بأن العقاب المدرسي كوسيلة لحفظ النظام في المدارس لا يعد مخالفة دستورية وأقرت المدرسة للمعلمين والإداريين بالتعليم العام حقهم في ممارسة العقاب المدرسي كلما كان ذلك ضرورياً لتربية الأطفال تربية سليمة وتعويدهم على النظام(55) .
موقف بعض النظريات النفسية من العقاب في التربية
إختلفت رؤى النظريات النفسية حول استخدام العقاب في التربية ففي حين نجد أن بعض النظريات أكدت على أن العقاب لا أثر له على الإطلاق ولا فائدة ترجى منه في العملية التعليمية نجد أن هناك نظريات أخرى أكدت على أن العقاب له دور أساسي في كف السلوك غير المرغوب فيه وتعديله ، ففي حين نادى (ثورنديك ) صاحب النظرية الإرتباطية بأن التعليم عبارة عن ارتباطات بين المثيرات والاستجابات وأن المران والتكرار أساس للتعليم وأن الثواب يساعد على تقوية الارتباطات وأن العقاب يضعفها قليلاً ، أو لا تأثير له (56)، نجد أن دراسات بعض تلاميذ (ثورنديك) جاءت بنتائج تتعارض مع ما توصل إليهم أستاذهم حيث أكدت دراسات (نلتون) أن العقوبة تؤدي إلى قلة تكرار الإستجابة وكشف (ستيفنز) أن أثر العقوبة أقوى من أثر الإثابة في حالة الارتباطات القوية.(57) أما (سكنر) صاحب النظرية الاشتراطية في التعلم فقد طالب باعتماد تعديل السلوك على الإثابة وليس على العفو به وينصح بتجاهل المعلم للسلوك غير المرغوب فيه وعدم التعليق عليه ، أي أن يطالب باستبعاد العقوبة قدر الإمكان أو على الأقل استخدامها في أضيق الحدود(58) وعلى النقيض من ذلك جاءت المدرسة السلوكية لتؤكد على أثر العقاب في تعديل السلوك حيث أشار (جاثري) إلى أن نتائج العقاب بالنسبة للمتعلم مماثلة لنتائج الثواب وأن العقاب المستمر يدي وظيفة الدفع الذي يعمل على إزالة المثيرات التي تنتج السلوك المعاقب(59).
وإلى جانب هذه الاختلافات بين نظريات التعلم حول العقاب هناك اختلافات أخرى في الآراء والاتجاهات حول العقاب المدرسي ولعل ذلك يتضح من خلال ما سنعرضه عن نتائج بعض الدراسات التي أجريت حول العقاب المدرسي :
1 – بعض الدراسات المؤيدة للعقاب في التربية :
يرى المؤيدون لاستخدام العقاب المدرسي أنه طريقة فعالة ومباشرة في تعديل السلوك وحفظ النظام ويرى هؤلاء أن العقاب سيظل ملازماً للتعليم ، فمن دراسة قام بها (صابر عبدالمولى 1993) ذكر أن بعض المعلمين والآباء يرى أن تحريم العقاب بالمدارس قد ألحق كثيراً من الضرر بالعملية التعليمية ، فقد ازدادت المشكلات السلوكية ، كما أثر ذلك أيضاً في ضبط النظام الصفي ومن ثم تدهور مستوى التعليم وانخفض الناتج التربوي(60) ، وفي دراسة طلعت لطفي 1985 أوضح أن 71،9٪ من الطلاب يعتبرون العقاب شرطاً ضرورياً لحفظ النظام (61)، كما أظهرت دراسة الشويعر 1993 أن 69٪ من أولياء الأمور يوافقون على استخدام العقاب بينما عارض 31٪ منهم(62) ، كذلك ذكرت رمزية الغريب 1977 أنه على الرغم من موقف (ثورنديك) المعارض للعقاب إلا أن تلامذته جاءوا بنتائج تعارضت مع نتائج ثورنديك نفسه فقد ذكر (نلتون) أن العقوبة تؤدي إلى قلة تكرار الاستجابة ، وتوصل (ستيفنز) إلى أن أثر العقوبة أقوى من أثر الإثابة (63)، كما أكدت الدراسة التي قام بها (كارسون وآدين) عام 1982 على أن أولياء الأمور يؤيدون بصفة عامة السماح للمعلمين بعقاب الأطفال في المدارس (64)، كما أشارت دراسة الحارثي 1991 إلى أن استخدام العقاب البدني له تأثير إيجابي على قمع السلوك غير المرغوب فيه وإحداث الأثر المطلوب من التعلم ومنع الأذى عن الآخرين وضبط الطلاب غير المنضبطين .
2 – بعض الدراسات الرافضة لاستخدام العقاب في التربية :
وعلى الجانب الآخر نجد أن هناك من يعارض فكرة استخدام العقاب المدرسي ويقفون موقفاً مغايراً تماماً لهؤلاء الذين يؤيدون استخدام العقاب المدرسي ، وقد استند رأي هؤلاء الرافضين لاستخدام العقاب إلى الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن العقاب أو سوء استخدام العقاب في المدارس ، أو لاعتقادهم في أن العقاب أسلوب غير فعال في تعديل السلوك ، ويأتي على رأس هؤلاء الرافضين للعقاب (سكنر) الذي يرى أن عملية العقاب تختلف عن التعزيز ويطالب بالاعتماد على الإثابة في تعديل السلوك والابتعاد قدر الإمكان عن استخدام العقاب ،(66) وكذلك عارض (سبنسر) العقاب وكان يرى أن ضرب الطفل أو توبيخه وزجره عقوبات لا قيمة لها لمخالفتها لسنن الطبيعة(67) بل إن هناك دراسات ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك في رفض العقاب ، فالزرقاني 1403هـ يرى أن العقاب البدني قد يكون خطيراً على الصحة النفسية والجسمية للتلميذ مما يدفع التلميذ للهروب من المدرسة أو يكره المادة فيتخلف عنها ، كما أن العقاب يمزق الصلة بين التلميذ والمعلم وبالتالي يفشل المعلم في العملية التعليمية (68)، كما أشار (الهاجري1993) إلى أن العقاب يؤدي إلى تكوين السلوكيات العدوانية ويقلل الثقة في الذات عند التلاميذ كما أنه يدفعهم إلى تحاشي البيئات التي يحصل فيها العقاب عن طريق التغيب عن المدرسة أو عدم المشاركة في الأنشطة الصيفية(69).

نتائج الدراسة وتفسيرها

الفرض الأول :
نص الفرض الأول من فروض الدراسة على أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين وأولياء الأمور حول أساليب العقاب المتبعة في المدارس الابتدائية ، وللتأكد من صدق هذا الفرض استخدم الباحث المتوسط الحسابي والنسب المئوية للتعرف على نتائج استجابات أفراد العينة ككل حول أساليب العقاب المتبعة ، كما استخدم الباحث المتوسطات الحسابية والنسب المئوية لترتيب أنواع العقاب (بدني – نفسي – إداري ) من حيث استخدامها ، ثم استخدم الباحث أسلوب تحليل التباين للتعرف على مدى اتفاق آراء المعلمين وأولياء الأمور حول هذه الأساليب المتبعة في عقاب التلاميذ ، والجداول التالية توضح ما توصلت إليه الدراسة من نتائج :
جدول رقم (1)
يوضح النسب المئوية ، والمتوسط الحسابي
لأساليب العقاب المتبعة في المدارس الابتدائية
مسلسل
أساليب العقوبة
تستخدم بدرجة كبيرة ٪
تستخدم بدرجة متوسطة ٪
تستخدم بدرجة ضعيفة ٪
لا تستخدم ٪
المتوسط
        1      
-    ضرب التلميذ باليد .
4.7
24.9
30.1
40.3
1.94
        2      
-    ضرب التلميذ المخالف بالعصا.
13
14.4
23.6
22
2.45
        3      
-    قرص أذن التلميذ.
1.7
28.6
9.4
60.3
1.52
        4      
-    شد شعر التلميذ.
0.9
30.3
14.1
81.7
1.23
        5      
-    وقوف التلميذ المخالف لفترة طويلة داخل الفصل.
24.9
41.3
22.7
11.1
2.79
        6      
-    وقوف التلميذ لفترة طويلة مع رفع الذراعين لأعلى.
6.4
22.6
28.3
42.7
1.92
        7      
-    تكليف التلميذ ببعض الأعمال التي تتطلب مجهوداً جسمياً.
2.7
9.6
13.9
73.8
1.41
        8      
-    تكليف التلميذ ببعض أعمال الخدمة العامة داخل المدرسية.
4.9
11.7
24.2
59.2
1.62
        9      
-    خصم درجات من درجات سلوك التلميذ.
9.4
18.3
29.3
43.0
1.94
    10      
-    خصم درجات من درجات المادة المدرسية
11.8
19.1
29.3
42.8
2.0
    11      
-    استدعاء ولي الأمر.
40.3
33.2
19.8
6.7
3.07
    12      
-    حرمان التلميذ من حضور الاختبارات.
2.1
1.7
6.2
90.0
1.16
    13      
-    منع التلميذ من حضور الاختبارات.
3.00
10.8
18.1
68.2
1.49
    14      
-    نقل التلميذ من فصله إلى فصل آخر.
4.2
23.2
29.7
42.9
1.89
    15      
-    نقل التلميذ من المدرسة إلى مدرسة أخرى.
3.5
11.0
25.0
60.5
1.57
    16      
-    فصل التلميذ لمدة مؤقته من المدرسة.
3.9
6.4
15.6
74.1
1.40
    17      
-    توجيه اللوم للتلميذ المخالف على إنفراد.
36.6
43.1
15.3
5.1
3.11
    18      
-    التشهير بلوم التلميذ المخالف أمام زملائه.
7.1
17.5
26.3
49.2
1.82
    19      
-    توجيه التوبيخ للتلميذ المخالف.
26.3
41.6
20.5
11.6
2.83
    20      
-    حرمان التلميذ من الفسحة.
5.2
15.2
22.0
57.0
1.68
    21      
-    حرمان التلميذ من ممارسة الأنشطة المحببة إليه.
14.5
21.2
43.4
40.9
2.16
    22      
-    تجاهل التلميذ المخالف وإهماله داخل الفصل.
9.00
28.0
33.1
29.9
2.09
    23      
-    إجبار التلميذ المخالف على الإعتذار العلني أمام التلاميذ.
9.6
19.3
28.4
42.6
1.96
    24      
-    توجيه عبارات التهكم والسخرية من التلميذ المخالف .
3.1
7.00
14.8
75.1
1.38

وبقراءة نتائج الجدول السابق يتضح ما يلي :
1 -  إن أكثر أساليب العقاب المتبعة هي توجيه اللوم للتلميذ المخالف على إنفراد حيث بلغ نسبة إتباع هذا الأسلوب بكثرة (79.7٪) يليها إستدعاء ولي الأمر حيث بلغت نسبتها (73.51٪)  ثم يلي ذلك توبيخ التلميذ المخالف (67.2٪) وهذه النتائج تتشابه مع ما توصلت إليه دراسة (خضراوي والبحيري 1990) (70) ودراسة الدهش 1996.
2 -  إن أقل أساليب العقاب المتبعة مع التلاميذ هي حرمان التلميذ من حضور الامتحان ، ثم شد شعر التلميذ المخالف ، ثم التهكم والسخرية من التلميذ المخالف ، ثم يلي ذلك الفصل المقت من المدرسة ، وهذه النتائج تختلف مع ما توصلت إليه نتائج دراسة (كاظم 1959) ودراسة (مدادحه وزملائها عام 1995) (71) حيث أظهرت نتائج هذه الدراسات أن السخرية والاستهزاء بالتلاميذ والفصل المؤقت من المدرسة تعد من أكثر الأساليب استخداماً.
ولكي يتعرف الباحث على أكثر أساليب العقوبة المتبعة مع التلاميذ من حيث النوع (بدني – نفسي – إداري ) قام الباحث بتوزيع أساليب العقوبة حسب نوعها حيث رتب الباحث أنواع العقاب كما جاءت في الاستبانة والجدول السابق إلى ما يلي :
العبارات من 1 – 8 تشير إلى العقاب البدني .
العبارات من 9 – 16 تشير إلى العقاب الإداري .
العبارات من 17 – 24 تشير إلى العقاب النفسي .
وبملاحظة المتوسط الحسابي العام لأساليب العقاب المتبعة تتضح النتائج التالية :

جدول رقم (2)
يوضح ترتيب أنواع العقاب المتبعة مع التلاميذ
من وجهة نظر أفراد العينة ككل ( معلمين – وأولياء أمور )
م
نوع العقاب
يستخدم بدرجة كبيرة
يستخدم بدرجة متوسطة
يستخدم بدرجة ضعيفة
لا يستخدم
المتوسط العام
1
العقاب النفسي
18.5٪
24.5٪
22.3٪
43.6٪
2.81
2
العقاب الإداري
16.7٪
21.9٪
21.2٪
40.2٪
2.38
3
العقاب البدني
7.23٪
23.1٪
23.6٪
48.8٪
1.8

ويلاحظ من هذا الجدول أن أساليب العقاب البدني هي أقل الأساليب المتبعة في عقاب التلاميذ ، حيث بلغ المتوسط الحسابي لدرجة استخدامها 1.8 من 4 درجات ، يليها أساليب العقاب الإداري حيث جاء متوسطها الحسابي في المرتبة الثانية بمتوسط 2.38 من 4 درجات ثم يأتي في المرتبة الأولى من حيث الاستخدام أساليب العقاب النفسي بمتوسط حسابي 2.81 من 4 درجات ، وتتفق هذه النتائج مع ما توصلت إليه دراسة (الشويعر 1413هـ) و(الدهش 1996) حيث أوضحت الدراستين أن أساليب العقاب النفسي هي أكثر الأساليب المتبعة مع التلاميذ ، بينما تختلف هذه النتائج مع ما توصل إليه (الحميداني 1972) (72) حيث توصل إلى أن أساليب العقاب البدني أكثر إتباعاً من غيرها مع التلاميذ .
ويمكن تفسير هذه النتيجة بأن إجراءات العقاب النفسي أيسر وأسهل من غيرها ، بالإضافة إلى أن هذه النتائج تؤكد على إلتزام المعلمين بما صدر إليهم من تعميمات تحرم استخدام العقاب البدني وعدم رغبة المعلمين في التعرض للمساءلة إذا ما ستخدموا العقاب البدني في التعامل مع التلاميذ ، كما يمكن تفسير هذه النتائج أيضاً في ضوء ما توصلت إليه دراسة (الزرقاني 1402هـ) من أن العقاب البدني يمثل خطورة على الصحة الجسمية والنفسية للتلاميذ ، مما قد يؤدي بهم إلى الهروب من المدرسة ، ويمكن تفسير هذه النتيجة أيضاً في ضوء ما توصل إليه (الهاجري 1993) من أن العقاب البدني يدي إلى تكوين السلوكيات العدوانية ويقلل من الثقة في الذات لدى التلاميذ .
وللتعرف على ما إذا كانت هناك فروقاً دالة إحصائياً بين المعلمين وأولياء الأمور حول أساليب العقاب المتبعة في معاقبة التلاميذ .
استخدم الباحث أسلوب تحليل التباين أحادي الأتجاه ، وقد توصل الباحث إلى النتائج التي يوضحها الجدول التالي :


جدول رقم (3 )
يوضح تحليل التباين لمعرفة دلالة الفروق بين المعلمين وأولياء الأمور
حول أساليب العقاب المتبعة مع التلاميذ
نوع العقاب
مجموع المربعات
متوسط المربعات
قيمة ف
مستوى الدلالة
العقاب النفسي
83.7637
41.8569
1.3121
0.3267
غير دال
العقاب الإداري
32.1257
10.8676
0.1713
0.3267
غير دال
العقاب البدني
104.1382
52.1213
2.7987
0.0597
غير دال
جميع الأنواع
210.1378
105.1098
0.3912
0.7106
غير دال

يتضح من الجدول السابق أنه لم تظهر فروق دالة إحصائياً بين المعلمين وأولياء الأمور حول أساليب العقاب المتبعة سواء كان ذلك بالنسبة لتصنيف الأساليب إلى عقاب بدوني وعقاب نفسي وعقاب إداري ، أم بالنسبة لأساليب العقاب جميعها بصفة عامة وهذه النتائج تساعدنا على قبول الفرض الأول من فروض الدراسة الذي نص على عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين المعلمين وأولياء الأمور حول أساليب العقاب المتبعة مع تلاميذ المرحلة الابتدائية .

الفرض الثاني :
نص الفرض الثاني من فروض الدراسة على أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين وأولياء الأمور حول استخدام العقاب في المدارس الابتدائية باعتباره وسيلة فعالة في ضبط سلوك التلاميذ وحثهم على التحصيل والجدول التالي يوضح النتائج التي توصلت إليها الدراسة

جول رقم (4)
يوضح النسب المئوية والمتوسط الحسابي لاستجابات
عينة الدراسة (معلمين – أولياء أمور ) حول استخدام العقاب
العبارات الدالة على استخدام العقاب
المعلمـــين
أولياء الأمـــــور
غير موافق تماما ٪
غير مرافق ٪
موافق لحد ما ٪
موافق تماماً ٪
موافق ٪
المتوسط العام
غير موافق تماما ٪
غير مرافق ٪
موافق لحد ما ٪
موافق تماماً ٪
موافق ٪
المتوسط العام
1 – استخدام العقاب أمر ضروري في التعامل مع التلاميذ

42
28
25
5
-
4.9
29
31
33
4
3
3.58
2 – معاقبة التلميذ بالحرمان من اللعب أفضل

24
42
31
10
3
4.22
4
10
27
34
24
3.81
3 – يجب معاقبة التلميذ المهمل في أداء الواجبات

51
29
9
8
2
3.08
39
38
14
6
3
2.38
4 – يجب معاقبة التلمي1 غير الملتزم بالسلوك المدرسي

9
17
33
31
10
3.49
9
14
35
27
15
4.04
5 – دراسة مشكلات التلميذ أفضل من معاقبته

3
29
26
34
8
4.21
8
24
30
27
10
4.09
6 – مناقشة التلميذ لأخطائه أفضل من معاقبته

-
1
10
22
67
3.22
2
1
7
30
60
4.28
7 – الاعتماد على الإثابة أفضل من اللجوء للعقاب

1
3
22
26
48
3.31
2
4
23
27
44
4.62
8 – يفضل الاعتماد على العقاب النفسي في معاملة التلميذ

23
24
20
22
10
3.56
29
29
24
10
7
4.06
9 – لا يجب استخدام العقاب مع تلاميذ المرحلة الابتدائية

10
44
25
8
13
2.33
10
26
27
14
23
3.91
10- يجب معاقبة التلميذ لتقويم أخلاقه السيئة

15
35
32
13
5
4.41
13
14
34
23
17
4.10
جميــــع العبــــارات
16.1
20.9
32
20.3
20.5
3.67
14.4
19.0
25.3
20.7
20.6
3.88



يتضح من الجدول السابق أن (37٪) من أفراد عينة المعلمين يرفضون استخدام العقاب مع تلاميذ المدرسة الابتدائية وذلك في مقابل (40.7٪)  يوافقون بصفة عامة على استخدام العقوبة ، أما بالنسبة لعينة أولياء الأمور فقد رفض (42.1٪) منهم استخدام العقوبة مع أبناءهم بينما وافق منهم (33.8٪) على استخدام العقوبة أي أن النسبة الأكبر من أولياء الأمور يعترضون على استخدام لعقاب كأسلوب لتعديل وحفز التلاميذ على التعلم ، بينما نجد أن النسبة الأكبر من المعلمين توافق على استخدام العقاب ويمكن تفسير ذلك في ضوء الاتجاهات التقليدية نحو دور العقاب في ضبط السلوك وتعديله وكذلك في ضوء الاعتقاد السائد لدى المربين المسلمين بأن العقاب وسيلة إلى الإرشاد والتوجيه وليس للزجر والانتقام .
وبالنسبة لعينة المعلمين نجد أن أعلى نسبة رفض على عبارات الاستبانة جاءت في صالح العبارة الخاصة باعتبار العقاب أمر ضروري في معاملة التلاميذ حيث جاءت نسبتها من حيث الرفض (70٪) في مقابل (5٪) فقط يوافقون على ذلك ، أما فيما يتعلق باللجوء إلى مناقشة التلاميذ بدلاً من معاقبتهم فقد وافق (89٪) من المعلمين على هذه العبارة فيما لم يعارضها إلى (1٪) فقط ، يلي ذلك مباشرة أن غالبية أفراد العينة بنسبة (74٪) وافقوا على الاعتماد على الإثابة بدلاً من العقوبة مقابل (4٪) فقط رفضوا هذا الأمر.
وإذا ما انتقلنا إلى عينة أولياء الأمور نجد أن أعلى نسبة رفض لاستخدام العقوبة جاءت في صالح العبارة الخاصة بمعاقبة التلاميذ على إهمالهم في آداء الواجبات المدرسية حيث اعترض (77٪) من أفراد العينة على ذلك في مقابل (9٪) وافقوا على عقوبة أبنائهم إذا أهملوا في واجباتهم المدرسية ، ويؤكد رفض أولياء الأمور لاستخدام العقاب أن نسبة (90٪) منهم وافقوا على مناقشة التلاميذ في الأخطاء التي يرتكبوها بدلاً من معاقبتهم في حين رفض ذلك (3٪) فقط وتتقارب آراء أولياء الأمور مع آراء لمعلمين فيما يتعلق بالاعتماد على الإثابة بدلاً من اللجوء للعقوبة حيث وافق 71٪) من أولياء الأمور على ذلك في مقابل (6٪) فقط اعترضوا على إحلال الإثابة محل العقوبة في معاملة التلاميذ .
وللوقوف على مدى إتفاق آراء العينة ( معلمين – أولياء أمور ) حول استخدام العقاب بوجه عام مع تلاميذ المرحلة الابتدائية استخدم الباحث أسلوب تحليل التباين أحادي الاتجاه ، والجدول التالي يوضح النتائج التي توصلت إليها الدراسة :
جدول رقم (5)
يوضح نتائج تحليل التباين لمعرفة مدى اتفاق آراء المعلمين وأولياء الأمور
حول استخدام العقوبة مع تلاميذ المرحلة الابتدائية
مصدر التباين
مجموع المربعات
متوسط المربعات
قيمة (ف)
مستوى الدلالة
بين المجموعات
51.25490
25.6295
0.4672
0.6123
غير دال
داخل المجموعات
28800.2920
54.8577
وبقراءة الجدول السابق يتضح أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين وأولياء الأمور حول استخدام العقاب بصفة عامة لتعديل السلوك أو حفز التلاميذ على التعلم ، وتتفق هذه النتائج مع ما توصل إليه (فارمنج 1988) (73) من أن هناك إتفاقاً بين آراء العينة ككل على استخدام العقاب في تربية الأطفال وتعويدهم على النظام كما تتفق هذه النتيجة أيضاً مع ما توصلت إليه (الشويعر 1993) ودراسة (الدهش 1996) بينما تخالف هذه النتائج ما توصل إليه (الشيخ وسلامه 1981) حيث أوضحت أن هناك اتجاها إيجابياً نحو استخدام العقاب لدى غالبية المعلمات في جميع المراحل التعليمية وهذه النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية تؤكد على قبول الفرض الثاني من فروض الدراسة .

الفرض الثالث :
نص الفرض الثالث على أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء معلمي التعليم الابتدائي للبنين تبعاً لمتغير سنوات الخبرة التدريسية ، وقد استخدم الباحث تحليل التباين أحادي الاتجاه واختبار شيفيه لتحديد مدى الاختلاف بين آراء العينة ووجهة هذا الاختلاف والجدول التالي يوضح النتائج التي توصلت إليها الدراسة :
جدول رقم (6)
يوضح نتائج تحليل التباين لمعرفة مدى اتفاق آ راء عينة المعلمين
على استخدام العقاب تبعاً لاختلاف سنوات الخبرة
مصدر التباين
مجموع المربعات
متوسط المربعات
قيمة (ف)
مستوى الدلالة
بين المجموعات
578.7048
144.6462
3.0058
0.0178
دال عند 0.05
داخل المجموعات
9428.0631
48.1323

يتضح من الجدول السابق أ،ه يوجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى (0.05) بين آراء المعلمين حول استخدام العقاب في المدرسة الابتدائية للبنين ، وباستخدام اختبار شيفيه اتضح أن الفروق جاءت في صالح المعلمين ذوي سنوات الخبرة الأكبر ، حيث اتضح أ،ه كلما زادت سنوات خبرة المعلم التدريسية يقل استخدامهم للعقاب بينما يميل المعلمون الذين تقل سنوات خبرتهم في الاشتغال بالتدريس إلى اللجوء إلى العقاب بصورة أكبر من ذويهم من أصحاب الخبرة الأكثر ، ويمكن تفسير هذه النتائج بأن الخبرة التدريسية تمنح المعلمين فرصة أكبر للتعرف على خبايا وأسرار مهتة التعليم مما يجعلهم أكثرة قدرة على التعامل مع التلاميذ والتفاعل معهم واستخدام أساليب مختلفة لتوجيه التلاميذ وتوجيه العملية التعليمية ككل والحفاظ على النظام المدرسي ، وتتفق هذه النتائج مع ما توصل إليه ( الشيخ وسلامة 1981) ودراسة (سيجال وكوان 1984) (74) حيث أوضحت هذه الدراسة أنه كلما زادت سنوات الخبرة كلما قل استخدام العقاب كوسيلة لتهذيب الأطفال ، بينما تختلف هذه النتائج عن النتائج التي توصلت إليها ( الشويعر 1993) و(العجمي 1998) حيث أثبتت هاتين الدراستين أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين المعلمين نحو استخدام العقاب باختلاف مدة الخبرة والعمل بالتدريس وهذه النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية تشير إلى رفض الفرض الثالث الذي ادعى عدم وجوند فروق بين المعلمين نحو استخدام العقاب ترجع إلى الخبرة التدريسية .

الفرض الرابع
نص الفرض الرابع من فروض الدراسة على عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين آراء معلمي التعليم الابتدائي حول استخدام العقاب تبعاً لمتغير المؤهل ( تربوي وغير تربوي – جامعي وأقل من الجامعي ) وباستخدام تحليل التباين توصل الباحث إلى النتائج التالية:
جدول رقم (7)
يوضح نتائج تحليل التباين لآراء المعلمين
حول استخدام العقاب تبعاً لمتغير المؤهل (المستوى ، والنوع )
المتغير
مصدر التباين
مجموع المربعات
متوسط المربعات
قيمة (ف)
مستوى الدلالة
مستوى المؤهل
بين المجموعات
663.5784
110.5964
2.2198
0.0191
دالة عند مستوى 0.05
داخل المجموعات
9765.2492
49.8227
نوع المؤهل (تربوي/غير تربوي)
بين المجموعات
159.8808
79.9404
1.7231
0.1794
غير دال
داخل المجموعات
9278.680
46.3934

يتضح من الجدول السابق أ،ه توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى (0.05) بين آراء المعلمين حول استخدام العقاب تبعاً لاختلاف مستوى المؤهل ( جامعي / أقل من الجامعي ) وعند استخدام اختبار شيفيه إتضح أن الفروق لصالح حملة المؤهلات الجامعية حيث اتضح أنه كلما كان المؤهل أعلى كلما قل استخدام العقاب من قبل أصحاب المؤهلات الأعلى ، ولعل هذه النتائج تتفق مع نتائج (الشويعر 1993) و ( الدهش 1996) بينما تختلف هذه النتائج عما توصلت إليه ( العجمي 1998) حيث أكدت هذه الدراسة على عدم وجود ارتباط بين المؤهل الدراسي واللجوء إلى العقاب بالمدارس .
وفيما يتعلق بنوع المؤهل ( تربوي / وغير تربوي ) فقد أوضحت نتائج تحليل التباين أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين في استخدام العقاب تبعاً لنوع المؤهل ، وتتفق هذه النتائج مع ما توصلت إليه ( العجمي 1998 ) و ( عبيدات 1985) (75) حيث أكدت هذه الدراسة على أنه ليس هناك أثر ذو دلالة إحصائية بين نوع المؤهل الدراسي والاتجاه نحو استخدام العقاب في المدارس الابتدائية الأردنية ويمكن تفسير هذه النتائج بأن تأثير الممارسة المهنية ، وظروف الواقع العملي في المدارس الابتدائية قد يكون أقوى من تأثير الإعداد التربوي بالنسبة لموقف المعلمين من استخدام العقاب .

أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة :
1 -  من خلال الإطار النظري للدراسة ستنتج الباحث أن العقاب من أجل التأديب والإصلاح وتغيير السلوك أمر أقره الإسلام وأكد عليه فلاسفة التربية الإسلامية واشترطوا أن يتم ذلك على أساس من الرحمة والرفق بالمتعلمين وليس بغرض التشفي والثأر منهم .
2 -  أكثر أنواع العقاب المتبعة مع التلاميذ بالمرحلة الابتدائية هي العقاب النفسي ثم العقاب الإداري ، ثم يأتي في المؤخرة العقاب البدني .
3 -  إن أكثر أساليب العقاب المستخدمة مع التلاميذ هي : لوم التلميذ على انفراد ثم استدعاء ولي الأمر ، ثم توبيخ التلميذ ، يلي ذلك تذنيب التلميذ بالوقوف داخل الفصل .
4 -  أقل أساليب العقاب استخداماً مع التلاميذ هي : حرمان التلميذ من حضور الامتحانات ثم شد شعر التلاميذ المخالف ، ثم التهكم والسخرية من التلميذ ثم الفصل المؤقت من المدرسة ، يلي ذلك قيام التلميذ بأعمال خدمة عامة داخل المدرسة .
5 -  عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين وأولياء الأمور حول أساليب العقاب المستخدمة في المدارس .
6 -  نسبة الذين وافقوا على استخدام العقوبة بصفة عامة من المعلمين جاءت أكثر من الذين عارضوا ذلك حيث جاءت نسبة الذين وافقوا 40.7٪ في مقابل 37٪ اعترضوا .
7 -  نسبة الذي عارضوا استخدام العقوبة بصفة عامة من أولياء الأمور أكثر من الذين وافقوا على استخدام العقوبة مع التلاميذ حيث جاءت نسبة المعارضين 42.1٪ في مقابل 33.8٪ وافقوا على استخدام العقوبة مع التلاميذ .
8 -  توصلت الدراسة أيضاً إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين آراء المعلمين وأولياء الأمور حول استخدام العقاب بصفة عامة بفرض تعديل السلوك أو حفز التلاميذ على التعليم ، مما يؤكد على أن المعلمين وأولياء الأمور يؤلفون جماعة واحدة فيما يتعلق باستخدام العقاب مع التلاميذ ، وهذا من شأنه أن يقلل من فرص الصراع والنزاع ، ويزيد من فرص التفاعل والاتصال بين البيت والمدرسة .
9 -  هناك فروق دالة إحصائياً بين آراء عينة المعلمين حول استخدام العقوبة تبعاً لمتغير (سنوات الخبرة التدريسية ) وهذا يؤكد أنه كلما زادت سنوات الخبرة التدريسية للمعلم كلما قل استخدامه للعقاب في التعامل مع التلاميذ .
10 -        هناك فروق دالة إحصائياً بين آراء عينة المعلمين حول استخدام العقوبة تبعاً لمتغير مستوى المؤهل التعليمي ( جامعي / أقل من الجامعي ) وجاءت هذه الفروق في صالح الحاصلين على مؤهلات تعليمية جامعية مما يؤكد على أنه كلما كان المؤهل التعليمي أعلى كلما قل استخدام العقاب من قبل أصحاب هذه المؤهلات .
11 -        لم تظهر نتائج الدراسة فروقاً دالة إحصائياً بين آراء عينة المعلمين حول استخدام العقاب تبعاً لنوع المؤهل ( تربوي / غير تربوي ) وهذا يعني أن الممارسة المهنية واكتساب الخبرات وظرف الواقع العملي في المدارس الابتدائية يكون أقوى من تأثير الإعداد أ, التأهيل التربوي بالنسبة لموقف المعلمين من استخدام العقاب .

توصيات الدراسة :
1 -  لا بد من إعادة النظر في القوانين والتعميمات التي تحرم على المعلمين استخدام العقاب في المدرسة الابتدائية والسعي من أجل وضع سياسة تنظيمية للعقاب تسمح بمراعاة الجوانب النفسية للتلاميذ وتحافظ في نفس الوقت على النظام المدرسي وآداب السلوك في المدرسة ، حيث يرى الباحث أن التعميمات التي حرمت على المعلمين استخدام العقاب أضرت بالعملية التعليمية وأضاعت هيبة المعلم ومكانته باعتباره ممثلاً للمؤسسة التربوية بأكملها .
2 -  الاهتمام بعقد دورات تدريبية للمعلمين في أثناء الخدمة تهدف إلى زيادة فهم المعلمين لسلونك التلاميذ وخصائصهم وكيفية إشباع حاجاتهم كما تمدهم بمهارات التعامل مع التلاميذ حيث توصلت الدراسة الحالية إلى أن الخبرات والمعلومات التي يكتسبها المعلمون أثناء الخدمة تقلل من فرص استخدام العقاب مع التلاميذ .
3 -     توصي الدراسة الحالية بإجراء المزيد من الدراسات حول موضوع العقاب المدرسي مثل :
       ‌أ.  إجراء دراسة حول العقاب في المدارس الخاصة بالبنات من وجهة نظر المعلمات والمديرات والأمهات .
     ‌ب.  إجراء دراسة مقارنة بين آراء المعلمين والمعلمات بالمراحل التعليمية المختلفة حول العقاب المدرسي .
                ‌ج.      إجراء دراسة حول العقاب في التربية بين الفكر التربوي الإسلامي ، والفكر التربوي الغربي .


هوامش الدراسة
1 - عبدالعزيزعبدالرحمن الدهش ، أساليب العقاب المستخدمة في المرحلة الابتدائية بمنطقة الرياض واتجاهات الآباء والمعلمين والمديرين نحوها ، رسالة ماجستير ، كلية التربية جامعة الملك سعنود ، 1996، ص 2 .
2 - عبدالله ناصر السدحان ، العقاب البدني وراى التربويين الإسلاميين فيه ، مجلة الأمن والحياة العدد 108 ، الرياض 1411هـ ،ص58 .
3 -  محمد أحمد الرشيد وعبدالرؤف الفاني ، البحث التربوي : أزمته ، نواقصه ، ومقترحات تطويره ، مجلة التوثيق التربوي لدول الخليج العربي ، العدد(3) ، مكتب التربية العربي لدول الخليج ، الرياض ، 1401 ، ص48 .
4 -  حصة محمد صادق ، دراسة تحليلية لخبرات العقاب المدرسي لدى عينة من طالبات جامعة قطر ، مجلة مركز البحوث التربوية ، السنة الرابعة ، العدد (7) جامعة قطر ، 1995 ، ص 75 .
5 - عبدالعزيز عبدالرحمن الدهش ، مرجع سابق ، ص163 .
6 -  أحمد عاصم عايد الطنطاوي ، العقاب بالمدرسة الابتدائية في سلطنة عمان ، دراسة تحليلية وميدانية ، مجلة العلوم التربوي والنفسية ، كلية التربية جامعة المترفية ، العدد الثالث ، السنة السابعة 1991 ، ص 135 .
7 - اسماعيل بن حماد الجوهري ، مختار الصحاح ، دارس الفكر ، بيروت ، د.ت، ص 443 .
8 -  جمال الدين محمد بن منظور ، لسان العرب ، الجزء الرابع ، دارس الكتب العلمية بيروت ، 1413هـ ، ص3022 .
9 - جابر عبدالحميد جابر ،مدخل لدراسة السلوك الإنساني ، دار النهضة المصرية ، القاهرة ، 1976 ، ص86.
10 - عبدالعزيز عبدالرحمن الدهش ، مرجع سابق ص7 .
11 - زايد بن عجير الحارثي ، اتجاهات المعلمين وأولياء الأمور في مدينة مكة المكرمة نحو العقاب البدني في المدارس وعلاقته ببعض المتغيرات ، حولية كلية التربية جامعة قطر ، العدد الأول ، السنة العاشرة ، قطر ، 1411هـ ، ص 403 .
12 - محمد ثابت علي الدين ، وأبو العزايم مصطفى جمال ، الاتجاه نحو استخدام العقاب المدرسي في علاقته وبصورته التربوية ، بجنس الطالب وتوافقه الشخصي والاجتماعي ، مجلة البحث في التربية وعلم النفس كلية التربية جامعة المنيا ، المجلد الأول ، العدد الرابع 1988 ، ص 277 .
13 - عبدالمجيد نشواني ، علم النفس التربوي ، الأردن ، دارس الفرقان للنشر والتوزيع ، 1984 ، ص 292 .
14 - قماشة محمد الشويعر ، ممارسة العقاب في مؤسسات رياض الأطفال الحكومية والأهلية ، دراسة ميدانية في مدينة الرياض ، رسالة ماجستير كلية التربية ، جامعة الملك سعود الرياض ، 1413هـ ص 35 .
15 - محمد إبراهيم كاظم ، العقوبات المدرسية ، بحث ميداني ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية ، 1959  ، ص 30 .
16 - صالح عبدالعزيز ، التربية وطرق التدريس ، جـ3 ، ط11 ، القاهرة ، دار المعارف ، 1981 ، ض 283 .
17 - Rodham. H. (1973) : "Childreu Under the Law " . Harvard Educational Review .No (43)p.488 .
18 - محمد منير مرسي ، تاريخ التربية في الشرق والغرب ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1992 ص 44 .
19 - مصطفى محمد متولي ، المدخل على تاريخ التربية الإسلامية ، الرياض ، دار الرشيد ، للنشر والتوزيع 1992 ، ص 38 .
20 - مراتش في لوتش ، أصول التربية الحديثة ، ترجمة محمد سمير حسانين ، جـ1 ، طنطا ، مؤسسة سعيد للطباعة ، 1977 ، ص 112 .
21 - فخري رشيد خضر ، تطور الفكر التربوي ، الرياض ، دار الرشيد للنشر والتوزيع ، 1982 ، ص 184.
22 - محمد منير مرسي ، مرجع سابق ، ص136 .
23 - صالح عبدالعزيز ،مرجع سابق ، ص 17 .
24 - Nev Sundaard Encyclopedia.(1972): " Chicago Standard Educatonal Corpraton" . p. 341.
25 - Newman J. and Newman G. (1978) : "Crim And Punishment in the Schooling proess: A Historical Analysis " Eric Document Reproduction Ed. P.3.
26 - سورة النساء . الآية . 34 .
27 - ابن القيم الجوزية ، تحفة المودود بأحكام الملوود ، بيروت ، دار الفكر العربي ، ط11 ، 1979 ، ص176 .
28 - مسلم بن الحجاج بن مسلم ، صحيح مسلم بشرح النووي ، بيروت دارس الكتب العلمية ، المجلد الثامن ، جـ 16 ، د.ت ص 156 .
29 - محمد ناصر الدين الألباني ، صحيح الجامع الصغير ، المكتب الإسلامي ، بيروت 1402هـ ، ص216 .
30 - محمد ناصر الدين الألباني ، المرجع السابق ، ص37 .
31 - إبراهيم محمد الشافعي ، محمد بن سحنون ، من أعلام التربية الإسلامية المجلد الأول ، مكتب التربية العربي ، لدول الخليج الرياض ، 1409هـ ، ص 175 .
32 - عبدالله شمس الدين ، الفكر التربوي عند ابن سحنون والقابسي ، الرياض ، دار أقرأ ، 1409 ، ص 92 .
33 - ابو علي الحسين بن عبدالله بن سينا ، الساسة ، القاهرة ، دارس الشرق ، 1956، ص114 .
34 - حسن إبراهيم عبدالعالي ، التعليم عند الإمام النووي : غايته وأصوله النفسية ، المجلة التربوية الإسلامية ، العدد الأول ، القاهرة 1985 ، ص66 .
35 - محمد ناصر الدين الألباني ، سلسلة الأحاديث الصحيحة ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، ط2 ، جـ5 ، 1399 ، ص 181 .
36 - جمال الدين محمد بن منظور . لسان العرب ، مرجع سابق ، ص 292 .
37 - سورة البقرة ، الآية : 251 .
38 - سورة المائدة ، الآية 145 .
39 - ليلى معتوق الحلواني ، نظرة التربية الإسلامية والتربية الغربية لمفهوم العقوبة البدنية في مجال التربية ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة أم القرى ، 1409هـ ، ص 141 .
40 - سعد مرسى أحمد ، تطور الفكر التربوي ، ط5 ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1981، ص396 .
41 - ليلى معتوق الحلواني ، مرجع سابق ، ص144.
42 - ليلى معتوق الحلواني ، مرجع سابق ، ص 152 .
43 - صالح عبدالعزيز ، مرجع سابق ، ص 19 .
44 - قماشة الشويعر ، مرجع سابق ، ص 34 .
45 - سليمان الشيخ ، ومحمد أحمد سلامه ، اتجاهات المعلمين نحو استخدام العقاب ، حولية كلية التربية جامعة قطر ، السنة الأولى ، العدد الأول ، 1982 ، ص 255 .
46 - محمد بن فهيد الهدياني ، التعليم في المملكة العربية السعودية ، نظم ولوائح ، الجزء الأول ، وزارة المعارف ، التطوير التربوي ، مكتبة الوثائق التربوية ، الرياض ، 1999م ، ص 131 .
47 - وزارة المعارف ، تعميم رقم 116/خ ، مكتب الوزير ، الرياض 1400هـ .
48 - وزارة المعارف ، تعميم رقم 346/31 مكتب الوزير الرياض ، 1412هـ .
49 - عبدالعزيز عبدالرحمن الدهش ، مرجع سابق ، ص91 .
50 - سليمان الشيخ ، ومحمد سلامه ، مرجع سابق ، ص 255 .
51 - سليمان الشيخ ، ومحمد سلامه ، المرجع السابق ، ص 255 .
52 - Reardon, F. J And Reynolds R. N. (1975) : "Corporal punishment In Pennsylvania Department of Education . Division of Rescarch . Bureau of Information Systim ,p.6.
53 - أحمد محمد جمال ، نحو تربية إسلامية ،سلسلة الكتاب العربي السعودي ، رقم 11 جدة ، مكتبة تهامة ، 1980 ، ص 32.
54 - خالد أحمد الشنتوت ، دور البيت في تربية الطفل المسلم ، مكتبة ابن القيم للنشر والتوزيع ، المدينة المنورة ، 1998 ، ص 143 .
55 - Hudgins , H.C. Anel Vacca, R. B. , (1979) : " Law Snd Education : Contemporary isses And Court Decision Charlottes Ville, The Miche Company , p. 232 .
56 - جابر عبدالحميد جابر ، علم النفس التربوي ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، 1986، ص154 .
57 - رمزية الغريب ، التعلم ، دراسة نفسية تفسيرية توجيهية ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية ن 1977 ، ص 327 .
58 - جابر عبدالحميد جابر سيكولوجية التعلم ونظريات التعلم ، القاهرة ، دارس النهضة العربية ن 1978 ، ص 244 .
59 - جابر عبدالحميد جابر ، مرجع سابق ، ص 244 .
60 - صابر حجازي عبدالمولى ، العدوان والعقاب البدني ، دراسة لدى بعض السباب العماني ، مجلة البحث في التربية وعلم النفس ، جامعة المنبا مصر ، عدد أكتوبر ، 1993 ، ص1 .
61 - طلعت إبراهيم لطفي ، الجزاءات وأثرها في حفظ النظام الاجتماعي العام داخل الجامعة ن دراسة ميدانية على عينة من طلاب جامعة الملك سعود ، مجلة كلية الآداب ، المجلد 12 ، العد الثاني ، جامعة الملك سعود ، الرياض 1405 هـ ، ص489 .
62 - قماشة الشويعر ، مرجع سابق ، ص 7 .
63 - رمزية الغريب ، مرجع سابق ، ص 277 .
64 - Carson , J. C. And Owen , S. , (1982) : " parental Attitudes Concering The Use , Ethics And Legality of Corporal Punishment And Rewards in The Elemintary Classro " Research in Education, vol.(14)no. 3.
65 - زائد عجير الحارثي ، مرجع سابق ، ص 413.
66 - سليمان الشيخ ، ومحمد سلامة ، مرجع سابق ، ص256 .
67 - مجدي عزيز إبراهيم ، قراءات في المناهج ، جـ2 ، القاهرة ، مكتبة النهضة المصرية ، 1982 ، ص 417.
68 - عبد رب الرسول الزرقاني ، نحو رؤية إسلامية للسلوك الإسلامي في المدرسة ، مجلة لواء الإسلام ، العدد الثالث والرابع ، مصر 1403هـ ، ص66 .
69 - عبدالله الهاجري ، دراسة تحليلية لآراء الطلاب والطالبات في أساليب ضبط السلوك الطلابي المتبعة في مدارس الكويت ، المجلة التربوي ، العدد 27 ، جامعة الكويت ، الكويت ، 1993 ، ص 180 .
70 - زين العابدين خضراوي ، وخلف محمد البحيري ، العقاب البدني ودوره في العملية التعليمية من وجهة نظر معلمي التعليم الأساسي ، مجلة كلية التربية ، المجلد الثاني ، العدد الثاني ، جامعة أسيوط ، مصر ، 1990 .
71 - سلوى مدادحة ، وليلى الرشدان ، وعبدالله شعبان ، العقوبات المدرسية ، مالها وماعليها ، رسالة المعلم ، العدد الرابع ، المجلد 34 ، وزارة التربية والتعليم ، الأردن ، 1993 ، ص 143 .
72 - موفق الحمداني ، العقوبات المدرسية في المدارس الثانوية في السودان ، المستخلصات التربوية والنفسية من عام 1967 حتى 1982 ، مركز البحوث التربوية والنفسية ، جامعة بغداد ، 1984 ، ص197 .
73 - Varming , O., (1988):"Attitudes to Childraen Upbringing And Punishment in Denmark,"Unpublished ph D.,Thesis , Cobenhagen, Syldendal, p.112.
74 - Sigal , M. And Cowan , J., (1984): " The Relationsship of The Acceptance of Corporal punishment to the measures of Dogmatism of the privat Elementary School Administarators " , Child Developmint , vol. (55) p. 97 .
75 - زهاء عبيدات ، اتجاهات المديرين المعلمين نحو العقاب وممارستهم فيه ، ملخصات رسائل ماجستير في التربية ، المجلد 3 ، مركز البحث والتطوير التربوي ، جامعة اليرموك ، الأردن ، 1985 ، ص 74 .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق